يحيى الحازمي
يحيى الحازمي
-A +A
عبد العزيز معافا (ضمد)moafa111@
شاهد على العصر، قصص يحيى الحازمي ذي الـ 90 عاما أبلغ شهادة من رجل صام من زمن السرج والفوانيس إلى زمن الكهرباء والتكييف، ابتداء من بيوت القش وفوانيسها، وانتهاء بالمنازل الإسمنتية ومصابيحها.

بذكرى حياة الطيبين، روى العم يحيى لـ«عكاظ» حياته قديماً في ضمد التي كان يعيش فيها سكان قريته بلا كهرباء، يقول: «كنا قديما نسكن في بيوت من القش ونعيش على أضواء الفوانيس، لم تكن الكهرباء وصلتنا بعد، كنا نصوم بلا وسائل التبريد في الأجواء الحارة، الماء الذي نشربه كان ساخناً بفعل حرارة الجو، ورغم ذلك كان لرمضان نكهة خاصة».


ودون أن ينسى بدء صيام سكان قريته ظهراً، وإفطارهم منتصف النهار أيضاً، أوضح العم يحيى أن «المبشرين» بدخول الشهر القادمين من جازان هم من يتولون إبلاغنا بدخول الشهر. يقول: «لم نكن نعرف دخول شهر رمضان إلا عن طريق «المبشرين» الرجال القادمين من جازان مشيا على الأقدام إلى بلدتنا ضمد، عندما يصل أي منهم إلى أطراف قريتنا يبدأ بالصراخ بأعلى صوته معلناً دخول شهر رمضان، عدد من الأشهر أمسكنا عن الطعام والشراب ظهراً بسبب تأخر وصول المبشر، لعدم توافر وسائل الاتصال، والأمر كذلك أيضا في انتهاء الشهر عن طريق المبشرين ذاتهم الذين يتولون مهمة إعلان انتهاء شهر رمضان، عدد من السنين أفطرنا في منتصف النهار، وتحول يومنا إلى عيد».

ويشير العم يحيى إلى أن الأطباق الرمضانية قديماً كانت تتكون من مواد تطهى في البيوت ولا تتجاوز مكوناتها الحليب والذرة واللحم والسمن المصنوع بأيديهم والخارج من حقول مزارعهم، على مائدة الإفطار والسحور، وكان للكواكب دور في تحديد وقت السحور، يقول: «نستدل على قرب موعد السحور عن طريق مواقع كوكب الزهرة والقمر، كنا نعتبر ذلك مواقيت دقيقة نسترشد بها في أعمالنا وفي مواعيد السحور، كنا نفطر بعد غروب الشمس، عكس ما نعيشه الآن بعد توافر المواقيت التي توضح المواعيد بدقة».